By / 30 يونيو، 2021

الطاعة أبرز الصفات المهنية لرجل الأمن

نقصد بالصفات المھنیة تلك الصفات التي تتطلبھا مھنة الأمن ،وتعد أمرا ضروریا ، وأساسیا یجب توافره في الفرد العامل في مھنة الأمن التي ھي من أخطر أنواع المھن ، وأھمھا . لذا كان ضروریاً مراعاة جملة من الصفات التي ینبغي أخذھا في الاعتبار عند اختیار الأفراد للعمل الأمني . ومن ھذه الصفات :
الطاعة والتقید بالأوامر، والدھاء والحیلة والخدعة، وحسن التصرف، والخبرة والمھارة ، ومعرفة لغة العدو ، والحس الأمني وحفظ السر ،والشجاعة ، وقوة الملاحظة ، والقدرة على التنكر، والإرادة ، وسنقف مع الصفة المھنیة الأولي لرجل الأمن في الاسلام :
 الطاعة والتقید بالأوامر
الطاعة ھي أساس الانضباط الأمني ،والطاعة التامة لتنفیذ الأوامر ھي دعامة نجاح عمل الأمن والاستخبارات ، وذلك تبعا لاختلاف وخطورة المھام الموكلة لرجل المخابرات . والإسلام أمرنا بالطاعة ونادي بھا ، قال تعالى:)یَاأَی ُّھَاال َّذِینَآمَنُواْأَطِیعُواْاللهَّوَأَطِیعُواْالر َّسُولَوَأُوْلِيالأَمْرِمِنكُمْ..(النساء59.ولكنالطاعةفي الإسلام مقیدة بالشرع فلا طاعة لمخلوق في معصیة الخالق . قال الرسول صلى الله علیھ وسلم: )السمع
والطاعة على المرء المسلم فیما أحب وكره ما لم یؤمر بمعصیة ، فإذا أمر بمعصیة فلا سمع ولا طاعة(.
ومن أجل ذلك اشترطنا أن یكون العامل في الجھاز الاستخباري الإسلامي مسلماً.
والمسلم لا یطیع في حالة المعصیة إن كان مجنداً في الجھاز ، والمتتبع للسیرة النبویة العطرة یجد إن الذین اسند الرسول صلى الله علیھ  وسلم إلیھم مھمة أمنیة من الصحابة كانوا في قمة الطاعة والتقید بالأوامر.
قال سیدنا حذیفة رضي الله عنھ : ( لقد رأیتنا في الخندق مع رسول الله صلى الله علیھ وسلم في لیلة شدیدة البرد قد اجتمع علینا البرد والجوع والخوف . فقال رسول الله علیھ وسلم: من رجل ینظر إلینا ما فعل القوم جعلھ الله رفیقي في الجنة. فقال حذیفة یشترط رسول الله صلى الله علیھ وسلم الجنة والرجوع . فما قام منا رجل! ثم عاد یقول ذلك ثلاث مرات ،وما قام رجل من شدة الجوع والفقر والخوف.فلما رأى رسول الله صلى الله علیھ وسلم ذلك لا یقوم أحد دعاني فقال یا حذیفة . قال فلم أجد بداً من القیام حین فوه بإسمي ، فجئتھ ولقلبي وجبان في صدري ،فقال تسمع كلامي منذ اللیلة ولا تقوم ؟ فقلت :لا والذي بعثك بالحق ان قدرت على ما بي من الجوع والبرد . فقال : اذھب فانظر ما فعل القوم ولا ترمین بسھم ، ولا بحجر، ولا تطعن برمح ، ولا تضرب بسیف حتى ترجع إلي. قال یا رسول الله ما بي یقتلوني ، ولكن أخاف أن یمثلوا بي قال رسول الله صلى الله علیھ وسلم لیس علیك باس فعرفت انھ لا باس علي من الكلام رسول الله صلى الله صلى الله علیھ وسلم ثم قال : اذھب فادخل في القوم فانظر ماذا یقولون. فلما ولي حذیفة ودخل عسكرھم فإذا ھم یصطلون على نیرانھم ، وان الریح تفعل بھم ما تفعل . لا تقر لھم قراراً ولا بناء. فأقبلت فجلست على نار مع قوم فقام أبوسفیان فقال احذروا الجواسیس والعیون ولینظر كل رجل جلیسھ فالتفت إلي عمرو بن العاص فقلت من أنت ؟وھو عن یمیني فقال عمرو بن العاص والتفت إلي معاویة بن أبي سفیان: إنكم والله لستم بدار مقام قد ھلك الخف والكراع وأجدب الجناب واخلفتنا بنو قریظة وبلغنا عنھم الذي نكره ، ولقد لقینا من الریح ما ترون والله ما یثبت لنا بناء ولا تطمئن لنا قدر فارتحلوا إني مرتحل . وقام أبو سفیان وجلس على بعیره وھو معقول ثم ضرب فوثب على ثلاثة قوائم فما أطلق عقالھ إلا ما بعد ما قام ولو لا عھد رسول الله صلى الله علیھ وسلم إلي )لا تحدث شیئاً حتى تأتي ولوشئت لقتلته) . من النص السابق تبدو صورة الطاعة والتقید بالأوامر واضحة جداً ، فالطاعة تظھر لنا من قول سیدنا حذیفة
رضي الله عنه : فلم أجد بداً من القیام حین فوه باسمي .
فلاحظ الطاعة للأمر مع شدة الجوع والبرد والخوف . وھي عوامل قاسیة وصعبة على الإنسان ، فالطاعة في مثل ھذه الظروف تؤكد مدى صدق وإخلاص وقوة إیمان سیدنا حذیفة رضي الله عنھ .
أما الأوامر الصادرة إلي سیدنا حذیفة فكانت :
1. الذھاب إلي قریش ماذا فعلوا .
2. لا ترمین بسھم ولا بحجر ولا تطعن برمح ، ولا تضرب بسیف.
3. اذھب فادخل في القوم فانظر ماذا یقولون.
فنجد أن سیدنا حذیفة رضي الله عنھ تقید تقیدا تاما بھذه الأوامر،فنظر ما فعل القوم، ثم لم یرم بسھم ، ولا بحجر، ولم یطعن برمح ، أو یضرب بسیف بل قال : ولولا عھد رسول الله صلى الھ علیھ وسلم لقتلتھ .
لقد ضرب سیدنا حذیفة رضي الله عنھ المثل الأعلى في الطاعة والتقید بالأوامر الصادرة إلیھ من قائده الأعلى. فعلى رجال الأمن في الجھاز الاستخبارتي الإسلامي الطاعة التامة لقادتھم في جمیع الظروف ، أحلكھا وأشھدھا ، ولھم في أصحاب رسول الله صلى الله علیھ وسلم أسوة في ذلك ، فھا ھو سیدنا حذیفة یطیع قائده في أشد الظروف قسوة جوع وبرد وخوف، وعلى رجال الأمن أن یتأسوا بھ في التقید التام بالأوامر كما أشرنا


Be the first to write a comment.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *