By / 3 يوليو، 2019

في ذكرى الانقلاب.. أيها المؤيدون هل وجدتم ما وعدكم السيسي؟

مَثل مقدم قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في مثل ذلك اليوم قبل ست سنوات أملا لشرائح من المصريين، وعلى رأسهم من دعموه في انقلابه على الرئيس الشهيد محمد مرسي، إلا أن تلك هذه الوعود تبخرت وحل الدمار على مصر وشبابها خلال تلك السنوات، فتصدرت الدماء والأزمات والغلاء المشهد، وأصبح السيسي ما هو إلا متسول عند أقدام حكام دول الخليج أضاع مكانة مصر وهيبتها.

انهيار الوضع الاقتصادي

كان من أبرز مطالب تمرد تحسين الوضع الاقتصادي، إلا أننا وجدنا أنه خلال ست سنوات لحكم السيسي تدهور الاقتصاد بشكل غير مسبوق، على الرغم من الوعود المتكررة له عقب الانقلاب مباشرة.

وبحسب اقتصاديون، فإنه في عهد السيسي أدت السياسات الاقتصادية إلى ارتفاع معدل التضخم لمستويات غير مسبوقة، وغرقت البلاد في الديون، فعند توليه الحكم بلغ معدل التضخم السنوي الإجمالي 8.2% في يونيو 2014، وصعد إلى 34.2% في يوليو2016، وبدأ بعدها مسيرة التراجع ليصل إلى 22.3% نهاية 2017.

رفعت الحكومة أسعار الكهرباء والوقود ثلاث مرات، بالإضافة إلى مياه الشرب وتذكرة ركوب مترو الأنفاق لتصل إلى 7 جنيهات وخدمات أخرى، كما تم حذف 500 ألف مواطن من البطاقات التموينية ورفع سعر رغيف الخبز لقمة الفقير من 5 قروش إلى 60 قرش.

كما كان سعر صرف شراء الدولار يعادل 7.31 جنيهات، وارتفع إلى ما يقرب من 18 جنيه، كما ارتفع سعر اسطوانة الغاز، وكروت شحن الهواتف المحمولة، فضلا عن غلاء الأسعار لجميع السلع.

أيضا ارتفع الدين المحلي من 1.5 تريليون جنيه إلى 3.16 تريليونات جنيه، أي أكثر من الضعف، وانضم تحدي ارتفاع الدين الخارجي إلى ارتفاع الدين المحلي ليجاوز سقف ثمانين مليار دولار.

تراجع الحريات

“مرسي الديكتاتور” هكذا كانوا يصفونه وأنه لا حرية في عهده على الرغم من أنه لم يسجن صحفيا ولم تغلق جريدة في عهده، إلا أن الأيام أثبتت أن الحريات تراجعت لأدنى درجاتها في عهد السيسي، فقد افتتحه بمجازر جرت خلال مواجهة الرافضين للانقلاب، أبرزها فض اعتصامي رابعة والنهضة، وراح ضحيته آلاف القتلى والجرحى.

كذلك بناء عشرات السجون واعتقال عشرات الآف من الشباب، وإطلاق أحكام الإعدام على المئات وتنفيذها على الكثيرون، ، فضلا عن مقتل المئات من المعارضين في التظاهرات وفض الاعتصامات.

وخلال السنوات الست اللاحقة نكل السيسي بجماعة الإخوان المسلمين، وأودع قادتهم ونشطائهم السجون، وحولهم في وسائل إعلامه إلى مجرمين وإرهابيين قتلة، وحملهم أوزارا وآثاما كثيرة.

كما تم بناء عشرات السجون وأصدر القضاء أحكاما بالإعدام على المئات منهم، وشرد آلافا في أرجاء العالم، فضلا عن موت العشرات بالسجون نتيجة الإهمال الطبي.

ولم يختلف المصير كثيرًا بالنسبة لغيرهم من التيارات السياسية لا سيما حركة “تمرد” التي كانت الغطاء الإعلامي البارز في مظاهرات 30 يونيو واستغلتها الإمارات للإطاحة بمرسي بمساعدة السيسي، وغيرهم ممن دعم السيسي في انقلابه بقوة فكان مصير بعضهم السجن أو تكميم الأفواه.

في عهد السيسي تم إغلاق العديد من المواقع الإعلامية ومنع العديد من الكتاب من الكتابة حتى في الصحف القومية، وتم وإسكات أصوات المعارضة، كما تم التعدي على الصحفيين وسقط كثيرا منهم قتلى وحبس العشرات.

تراجع مكانة مصر خارجيا

في عهد الرئيس الشهيد محمد مرسي هاجموا سياسته مع قادة الدول الخارجية، واتهموه ببيع سيناء وحلايب وشلاتين للسودان، وما يخص قضية سد النهضة، وغيرها، إلا أنه في عهد السيسي ثبت كذب هذه الإدعاءات وظهر وجه السيسي الحقيقي.

تنازل السيسي عن تيران وصنافير للسعودية، وظهر التقارب الشديد مع دولة الاحتلال الصهيوني علنا، كما تم توقيع الكثير من التعاقدات لأراضي مصرية بهدف الاستثمار لدول خليجية.

كما ازداد الضغط على مصر في ملف سد النهضة الي أثر على منسوب مياه نهر النيل، في ظل عجز إدارة السيسي عن حلحلة هذا الملف والوصول إلى تسوية ترضي المصريين وتحفظ حقوق البلد في أهم مصادره المائية.

كما ازداد تراجع الحضور المصري في السياسات الإقليمية والدولية، وكان لافتا أن الإدارة الأميركية اختارت السعودية لتكون عرابة لصفقة القرن، وهو مؤشر دال على حجم تراجع مصر في أهم ملفاتها وأدوارها تاريخيا وإقليميا.


Be the first to write a comment.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *