مقال اعد بموقع جريدة الأمه
هناك دندنة منذ مدة ليست بالقصيرة حول مصطلح الدولة الإله، وقد تكلم عنه أخي محمد إلهامي في أكثر من مناسبة،
كما تكلمت عنه مؤخرًا في لقاءين متتاليين على قناة شؤون إسلامية على اليوتيوب؛
وكنت ذكرت جملة: الدولة الآن (تفعل ما تشاء وقتما تشاء كيفما تشاء لا تسْأَل عمّا تفعل وغيرها يُسالون)
وهذا من خصائص الله تبارك وتعالى، وذكرت شواهد على ذلك من القتل والتعذيب والإرهاب والفساد وانتهاك الحرمات
الذي إذا بدر من الدولة فهو عمل مباح (وممكن يكون بطولي أيضًا!)
ومن ثَمّ فلا سؤال ولا حساب، في حين لو بدر نذر يسير منه من خارج الدولة كان عملًا إجراميًا مشينًا لابد من العنف والقسوة في معاقبة فاعله!!
ومما أود إضافته في هذا السياق: عندما اعتقلت -عافاكم الله وكل مسلم- في 2008
وأثناء التحقيق معي في الجهاز (مدينة نصر) وجد الضابط في هاتفي رسالة من سائل عن رؤيا رآها، فيها أنه يشارك في معركة ضد الصليبيين بالسيف.
فسأل عن علاقتي به وأي شيء أعرفه عنه ليعتقلوه!!
فسألتُ المحقق: هل تحاسبون الناس على ما يرون في مناماتهم؟!
فقال: طبعًا!! هو مش بيشوف في منامه إلا ما يفكر به في اليقظة.
انظروا إلى الطغيان! وكيف أنهم تجاوزوا إلى مالا يُتخيل!
فالله عز وجل أنزل قوله تعالى:
{وَإِن تبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تخْفُوهُ يحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ}
ثم نسخ ذلك بقوله: {لَا يكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}
رغم أن حديث النفس في الآية الأولى يقصد به خواطر وأفكار اليقظة؛ لكنه سبحانه عفا عن ذلك «مالم نفعل أو نتكلم» وكذلك إذا حصل عزم أكيد على الفعل.
لكن هؤلاء الطغاة يعاقبون على الرؤى المنامية!!
وفي السجن عندما ذكرت هذه الواقعة للزملاء، ذكروا لي ما هو أبشع منها:
اعتقلوا رجلًا وصاحبه.. لماذا؟
لأن أحدهما رأى في منامه أنه يركب موتوسيكل، وصديقه خلفه يحمل سلاحًا ويقتل به رئيس أمريكا السابق بل كلينتون!!
فلم يكتفوا بمن رأى الرؤيا، بل اعتقلوا زميله أيضًا!!
وهذا والله فيه من البشاعة والطغيان مالا يتخيله عقل.
ولعل نفسي تهم -بعون الله- لكتابة بقية الفظائع التي رأيتها بنفسي فضلًا عما حكي لي خلال مدة الاعتقال هذه.
فقط أردتُ أن أقول: المصطلح ليس فيه أدنى مبالغة أو تضخيم،
بل هو المعبر الحقيقي عما وصلت إليه سلطة الدولة الحديثة التي يبحث البعض عن التوفيق بينها وبين النظام الإسلامي.!!!
والله من وراء القصد.
Be the first to write a comment.