By / 30 ديسمبر، 2021

سلسلة جيل العزة 4-ذخيرة المربي في البناء العقدي

في رحلة التربية العقدية يحتاج المربي أن يتسلح  بذخيرة  يتستخدمها في صناعة جيل العزة… في حديثنا القادم نتحدث عن بعض هذه الأدوات التي يسرها الله لنا لتعيننا على  تربية أطفالنا

أولًا:عبادة الإخلاص لله عز وجل

؛ يقول الله تعالى:” وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ 5 “(البينة)

تربين ولدك طاعة لله…تربينه لتقيه عذاب النار…تربين نسمة مؤمنة تعبد الله وتعز دينه….لا تربينه ليقول الناس ربت ولدها فأحسنت…لا تفرضي عليه الطاعات والعبادات خوفًا من الناس..لا تعوديه الصلاة لئلا يقول الناس ابن فلانة لا يصلي…

احذري أنت بهذا تعبدين ولدك للناس لا لله…

احذري أن تقولي لطفلك ( ماذا سيقول عنا الناس؟) لا تضعي الناس حاكمًا على تصرفاته وسلوكه فيخشاهم ويعظم أمر الناس في عينه,  بل قولي له (هل هذا يرضي الله؟ ) ليكون رضا الله-عز وجل نصب عينيه يسعى لإرضاء الله ويتجنب ما لا يرضيه.

تحتاجين الإخلاص في رحلة التربية كما تحتاجين أن يكون الإخلاص قيمة وعبادة تغرسينها في قلب طفلك.

ثانيًا- الاستعانة:

والمعان من أعانه الله…كل دورات التربية وكل محاضرات كيفية التعامل مع الأطفال وكل الكتب والمذكرات لن تغني شيئًا بدون عون الله لك.

استعيني بالله دائمًا واطلبي منه الجبر والعون على إصلاح قلب طفلك وتربيته..فقلب طفلك بيد الله والمحاضرات والدورات أسباب إن شاء الله عطلها..لا يركن إليها قلبك ولا يعتمد عليها سعيك وإنما هي أدوات ووسائل في يدك اطلبي من الله أن يرزقك حسن استخدامها.

ثالثًا-الدعاء:

وهو أعظم سلاح في يد الأم؛ وهو كما قال عنه رسول الله ” الدعاء هو العبادة” ودعاء الأم لولدها مستجاب بأمر الله..لا تغفلي عن الدعاء فتعجزي اطلبي من الله صلاحهم وصلاح دينهم ودنياهم, اطلبي منه العون على تعويدهم على الطاعات ,  توجهي إليه سبحانه ليجبر قلوبهم ويرزقهم بالصحبة الصالحة ويهيئ لهم من أمرهم رشدًا, ولا تجعلي الدعاء وبالا عليك وعليهم فتدعي عليهم وتزرعي بدل الزهور شقاء في حياتكم.

علميهم الدعاء وآدابه..كوني لهم قدوة يسمعوا منك دائمًا مناجاتك لله ويرون تذللك بين يديه ليعلموا أن راحة القلب في الخضوع له سبحانه..

علميهم  صور إجابة الدعاء .كيف أننا قد ندعو فيؤجل الله الإجابة أو يثقل بها ميزاننا يوم القيامة أو يدفع عنا بها الضر..

لا تجعلي الدعاء خاتم سليمان ..بل أطلعيهم على حقيقة الحياة حتى لا يتعجلوا الإجابة فتزهد فيها نفوسهم وتكل ألسنتهم عن التوجه لله.

لا تتصنعي المواقف فيطلب الحلوى وتخبيئها منه  وتقولي له ادع الله يرزقك بها ثم لما ينفذ ويدعو تقولي استجاب الله لك.

لا تخططي لذلك بل دعي الامور تجري في أعنتها. علميه أن (الحكيم العليم) أعلم بما يصلحنا له سبحانه حكمة في تعجيل الإجابة أو تأخيرها.وأننا عباده  نرضى بما قسم وقدر.

رابعًا- العلم:

في سعيك لتعليم ولدك عقيدته تحتاجين أنت أولًا أن تتعلمي عقيدتك. لن يفيض وعاءك بالعلم عن الله وعن رسوله إلا إذا امتلأ..

تعلمي دينك لتنقذي نفسك من النار قبل أن يكون همك ان تنقذي ولدك وهكذا هو نسق الآية الكريمة “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ  6 ” (التحريم)

حين تتعرفي إلى الله عز وجل وأسمائه وصفاته سيجري هذا العلم على قلبك ولسانك ويكون تطبيق ما تعلمته  يسيرًا غير متكلف. سيتشربه طفلك دون جهد يذكر.

تعلمي أركان الاعتقاد: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر..

تعلمي لتبني اعتقاده فأنت مصدره الأول …تعلمي لتتمكني من ترشيح المواد المقدمة للطفل في الإعلام…تعلمي فأنت منبع معارفه الأول وحائط الصد للشبهات  التي تحيط عالمه من كل جانب.

خامسًا-القدوة:

كوني قدوة يرى منك فتاك استرجاعك عند المصيبة مهما صغرت, لبن مسكوب…مزهرية انكسرت…
كوني قدوة في أداء العبادات ..الصلاة …الدعاء قراءة القرآن…

الطفل في مراحل عمره الأولى ببغاء مقلد يحاكي ما يفعله الوالدان إحرصي على سلوكك أمامه… لا تحاول الاقتصار على أداء العبادات وقت نومه بل جاهدي ليراك تصلين و تقرئين القرآن..

يقولون أن أولادنا يربوننا وهذه حقيقة, فالوالد دائمًا ما يجد نفسه يراقب أفعاله ويصحح مسار سلوكه.

ومن الجدير بالذكر هنا أننا لسنا آلهة معصومة ..أو نماذج مثالية بل نحن بشر..

يرى منا الأطفال السلوك القويم كما يروننا نخطي ونستغفر ونعود فنتوب. لا تجعلي فكرة اقتداء الأطفال بك ضاغطة على اتزانك النفسي. فالخطأ  في دنيا الناس وارد..وعملية التربية عملية مستمرة..ليست مشهدًا اقتطعه الطفل من يومك..

سادسًا- الصبر:

ومن يتصبر يصبره الله.. وهناك من الذنوب ما لا يكفره إلا الصبر على الولد..

ولكي نلتزم بالصبر في التربية نحتاج أن نتعلم…وكما قا لالخضر لموسى عليه السلام” وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا”؟ لن نصبر على أطفالنا إلا إذا عرفنا أن قدراتهم محدودة ..أنهم في مرحلة النمو ولا بأس إن أخطأوا ..لا بأس إن سقط منهم الكوب فأصابعهم الصغيرة لم يكتمل نمو عضلاتها لتحسن القبض على الأشياء…لا بأس إن تهربوا من الصلاة فهم في مرحلة التدريب….

سابعًا-التشجيع:

نظراتك تشجعه على المضي قدمًا…لا تكوني كالذباب الذي يسقط على أخطائه فقط..بل تعلمي كيف تميزي أي سلوك إيجابي أي نجاح صغير وتشجعيه على تكرار ما فعل..

ملاحظاتك الدائمة  لسلبياته تحطمه عالجي الأخطاء وأولي وقتًا وجهدًا للتشجيع

نكتفي اليوم بهذا القدر على أن نكمل الحديث ع نذخيرة المربي في  التربية العقدية قريبًا إن شاء الله .

إقرأ أيضا: سلسلة جيل العزة 5- ذخيرة المربي في البناء العقدي ج-2


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *