By / 11 أبريل، 2022

تكتيك حرب العصابات

بعد دراسة العدو جيدا ومعرفة الأرض معرفة دقيقة وعمل الدعاية اللازمة لشرح دوافع الثورة لعامة الشعب ، يتبقى فقط الضربة الأولى وبدء الهجوم.

أهم ما يميز جندي العصابات هي المرونة وإمكانية التكيف مع جميع الظروف وعند جمود الأساليب التقليدية في القتال يقوم محارب العصابات كل دقيقه من القتال بإبتكار تكتيكاته الخاصه ويباغت العدو بإستمرار، وإليك بعض هذه التكتيكات المتبعة في حرب العصابات ضد الجيوش النظامية.

تعتمد حرب العصابات بصورة كبيرة على الحركية ، فهي التي تسمح لأفراد المجموعة بالإبتعاد عن مكان معين في دقائق معدودة أو عن منطقة بأسرها إذا كان ذلك ضرورياً، وتمكن المجموعة أيضا من تغيير الجبهة وتجنب الحصار من العدو الذي قد يرغم المجموعة على إشتباك حاسم قد لا يكون مرغوب فيه،  ويمكن أيضا بإستخدام الحركية أن تقلب المعركة إلى حصار مضاد ، بأن يحصار العدو مثلا جماعات صغيرة من الرجال فإذا به محاصر فجأة بفرق أقوى

ويحدث أيضا أن يقبع بعض الرجال في مكان آمن ليكونوا طعماً للقوة المهاجمة حتى يمكن تطويقها وتدمير جميع فرقها وإمدادتها وتموينها.

ويمكن أيضاً للمجموعة أن تطوق مركزاً للعدو وليكن على سبيل المثال قوة متقدمة وتحاصرها تماماً من الجهات الأربع بخمسة أو ستة رجال في كل ناحية بشرط أن يكونوا على مسافة كافية حتى لا يصبحوا هم أنفسهم مطوقين، ويبدأ القتال في أي ناحية من النواحي فيتحرك الجيش في إتجاهها وعندئذ تتراجع المجموعة بشرط ألا تفقد إتصالها البصري، ثم تبدء هجومها من ناحية أخرى فيضطر الجيش لتكرار ما فعله وبذلك يمكن تجميد قوات  العدو وإضطرارها  إلى خسارة كميات كبيرة من الذخيرة وإضعاف معنوياته دون أن تتعرض المجموعة لأخطار كبيرة، ويمكن اللجوء لنفس هذا التكتيك في أوقات الليل مع زيادة الإقتراب وتشديد الأذى طالما أن الحصار المضاد يصبح أكثر صعوبة في هذه الحالات.

على محارب العصابات دائما تجنب وقوع خسائر ضخمة في صفوفة وأن تكون الهجمات بصورة مفاجئة على الدوام لما تعانيه العصابات من نقص ف العدد ، على سبيل المثال  لو أن قتالاً نشب بين مائة رجل في جانب وعشرة رجال في جانب أخر ووقعت في كل جانب حادثة وفاة واحدة، فإن الخسائر عندئذ لا تكون متساوية، ذلك لأن خسارة العدو يمكن أن تعوض دائما وبسهولة غير أن الخسارة لا تتعدى واحد في المئة، في حين أن خسارة جماعة العصابات تتطلب وقتاً أطول لتعويضها لأنها تشتمل على جندي ذا مستوى عالي غير أنه يقدر بعشرة في المئة من قوات العصابات ، وإذا مات جندي من العصابات فلا يصح تركه بما معه من أسلحة و ذخائر، ويجب العناية بالذخيرة وطريقة إستخدامها،حيث أن إستخدام قوات العصابات للذخيرة يختلف عن إستخدام قوات الجيش النظامي، تجد دائما في أي إشتباك بين قوة نظامية ومجموعه من محاربي العصابات إختلاف طرقهما في إطلاق النار، حيث يسمع من جانب الجيش النظامي كمية كبيرة من النيران ومن جانب العصابات طلقات محكمة متباعدة.


Be the first to write a comment.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *