أحمد أبو سالم
في بداية الأمر كان أعضاء ( الهاغاناه) على استعداد لقتل كل من يعارضهم حتى إخوانهم من اليهود في سبيل السيطرة على فلسطين ، ففي 30 يونيو 1924م أطلق شخصان النار ثلاث مرات على ( جاكوب دي هان ) في شارع يافا في القدس بعدما أمر بن تسفي بقتله ، وكان ( دي هان) يهودي متشدد داعياً للاعتقاد الحريدي الذي يقول بأن ( المسيح وحده هو الذي يستطيع إقامة دولة يهودية ، و أن الله وحده هو الذي يقرر متى يعود اليهود إلى موطن أجدادهم ) وكان كذلك مناهضاً لبنى صهيون كما كان أيضاً بارعاً في تغيير الرأي العام الدولي ، لذلك وجد بن تسفي أن ( دي هان) يشكل خطراً على أهداف الصهاينة فأمر بقتله.
في عام 1931م شكل إرغون زئيفي لومي ( المنظمة العسكرية الوطنية لليهود ) ويشار إليها بالإنجليزية باسم izl أو irgun ( منظمة الإرجون الصهيونية ) وقام مناحيم بيغن بقيادة هذه المجموعة المتطرفة في الأربعينيات من القرن الماضي ، وكان للصهاينة أيضاً حركة سرية تسمى لحي (Lehi) أو شتيرن وهي منظمة عسكرية صهيونية أسسها البولندي إبراهام شتيرن ، ومعروفة أيضاً بإسم عصابة شتيرن وهي من أكثر الميليشيات الصهيونية شراسة وشهرة.
الحرب ليست دائماً صراع بين طرفين فقط ، في بعض الأحيان يكون هناك أطراف أخرى تسعى للإستفادة من هذه الحرب في تحقيق أهدافها ، وهذا بالتحديد مافعله اليهود في الحرب العالمية الثانية.
استغل الصهاينة الحرب العالمية الثانية في الخروج من جحورهم وفرض أنفسهم على العالم حين ظهرو بدور الضحية بعد أهوال الهولوكوست و استعطفوا العالم بما حدث لإخوانهم في ألمانيا على يد الزعيم النازي هتلر، ولو عدنا إلى ما قبل أحداث الهولوكوست سنجد أن اليهود هم من أقحموا أنفسهم في الحرب حيث تطوع ما يقارب 38000 يهودي من فلسطين لمساعدة الجيش البريطاني في الحرب ضد الألمان وشكلوا ما يسمى باللواء اليهودي ، وهذا حدث بعد ضغط من القيادة العامة لـ يشوف على الحكومة البريطانية فاليهود كانوا يسعون لكسب ثقة دول التحالف دون النظر إلى إخوانهم المقيمين في ألمانيا، وبعد الحرب تم تشكيل وحدة سرية داخل هذا اللواء تسمى جمول (Gmul) خاضعة للقيادة العليا الهاغاناه دون علم البريطانيين وكانت مهمتها الوحيدة هي الإنتقام من رجال القوات الخاصة الألمانية.
Be the first to write a comment.