أخطاء ما بعد الثورة
ظهر حزب الإصلاح كمتحكم في ساحة الثورة كثيرا وشعر الحلفاء الشباب بالتحفظ تجاه سياساته منه، ولم يفهم التيار الاسلامي أن الصراع الحالي مع الطائفية يحتاج لفهم مختلف.
كان يفترض أن تدفع ثورة الشباب بالاحزاب وبالذات الاسلاميين لتقديم الشباب الثوري منهم فقط ودعمهم كوجهاء جدد مشاركين في صناعة القرار السياسي داخل الدولة بنفس ثوري.
من بين الأخطاء انسحاب الشباب من الساحات قبل تحقيق مطالب الثورة، كما لم يكن للشباب كيانات مستقرة سياسيا تشارك في استقرار البلد، وأن التحالف مع الاحزاب والرئيس كان بناء على الثقة وليس بناء على المصلحة.
من الأخطاء أيضا الدخول في الحكم بالشراكة، وأيضاً التنازلات المتتالية لصالح الخصوم على حساب الثورة وشبابها وحاملها السياسي.
القبول بمصالحة مع النظام السابق وجماعة الحوثيين المسلحة دون تفعيل أية أوراق سياسية أو اجتماعية أو ثورية لالزام الجميع بالمضي في مسار ثوري محدد.
أخطاء مرحلة الحوار الوطني
اتسمت هذه المرحلة بسيطرة مجموعة أشخاص في السلطة لهم اهداف سياسية ومناطقية على مجريات الحوار الوطني، والتدخل الخارجي في نتائج الحوار لصالح قوى سياسية غير صالحة.
في هذه المرحلة قبل الثوار بتضييق الخناق علبهم وعلى الثورة من خلال التراجع عن تحقيق أهداف الثورة والقبول بانتقال سياسي لم يؤد للتغيير وإنما لتوزيع نفوذ النظام السابق على عدة جهات سياسية تحمل الحقد على الثورة.
تم التقليل من حالة الثورة المضادة المتعلقة بعمليات التخريب والفساد من قبل رجال صالح والتوسع المسلح من قبل الحوثي، واعطاء دور كبير للأمم المتحدة والتعويل على وعود الدول العشر الراعية للانتقال.
من الأخطاء أيضا اعطاء دور للرئيس بدون رقابة أو ضغط في تحديد خطواته لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وعدم الضغط مبكرا على كل الشركاء لتنفيذ قرارات مجلس الامن ومخرجات الحوار.
كذلك انعدام أو عدم تفعيل أدوات سياسية وإعلامية وعسكرية وأمنية، والانشغال بالانتقال وعدم تحقيق أي مصالح اقتصادية ومعيشية للمواطن اليمني وتردي خدمات الدولة.
عاصفة الحزم
تشكل التحالف العربي من عشر دول بقيادة السعودية، البحرين والكويت وقطر والإمارات ومصر والأردن والمغرب والسودان والسنغال، وأطلقت السعودية على العمليات “عاصفة الحزم” ثم بعد ذلك في 21 أبريل 2015م اسم “عملية إعادة الأمل”.
بعد انطلاق عاصفة الحزم للتحالف العربي بقيادة المملكة، والتحرك السياسي والدبلوماسي الفاعل على كل الأصعدة، تغيرت التوازنات الدولية إلى درجة صدور قرار من مجلس الأمن يدعم شروط التحالف وأهداف العاصفة.
وقد تواكبت هذه المرحلة مع عاصفة إعلامية مكثفة، وظهرت سيناريوهات متوقعة لحرب برية واجتياح، وانتهاء الحرب خلال أسابيع قليلة، والقضاء على الحوثيين وحلفائهم داخل اليمن وقطع الأيادي الإيرانية والخارجية التي تمدهم بالاستمرار والبقاء.
وأعلن التحالف انتهاء عاصفة الحزم وبدء عملية (إعادة الأمل) وأكد استمرارية تحقيق النتائج الاستراتيجية للعاصفة عسكريًا وسياسيًا على الصعيد اليمني والإقليمي والدولي، وأن عملية (إعادة الأمل) تعني مراحل جديدة لتهيئة المناخ لحلول سياسية على أسس سليمة تعيد الشرعية اليمنية.
بالإضافة إلى استمرار ضرب مواقع عسكرية خطيرة على الشعب اليمني، بعد تدمير نحو 90 % من الأسلحة الثقيلة للمتمردين ومستودعاتهم، وإتاحة الفرصة لتحول القبائل والجيش اليمني والانضمام إلى الشرعية.
فى الوقت نفسه تزايدت الانقسامات داخل حزب المؤتمر الذي يتزعمه صالح؛ رغبة في إخراجه من المشهد؛ فيما تعرض التحالف لانتقادات كبيرة، أبرزها من منظمات حقوق الإنسان؛ بسبب حملته التي أدت إلى تصاعد أعداد الضحايا من المدنيين، لكن بعض المسؤولين الخليجيين قالوا إن السعودية تقدم مشروع إغاثي لليمنيين، ووضع خطط لإعادة البناء والتنمية.
ومع هذا كله، فإن دول الخليج كانت ولا زالت تريد العودة إلى المبادرة الخليجية الفاشلة التي أقرها مجلس الأمن الدولي، بينما يريد صالح والحوثيون إعادة التفاوض على بنودها وفي أحيان كثيرة رفضها وهو فساد آخر.
Be the first to write a comment.