مقتل صالح .
أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن اغتيال صالح في 4 ديسمبر2017، وأكدت قيادات بحزب المؤتمر الذي ينتمي له صالح مقتل عدد من قياداته التي كانت برفقة صالح، وذلك إثر توقيف موكبهم عندما كانوا في طريقهم إلى مسقط رأس صالح جنوب صنعاء، وجاءت تلك العملية بعد أن أعلن صالح إنهاء تحالفه مع الحوثيين.
ما يمكن أن نؤكده أن صالح كان قاب قوسين أو أدنى من تحالف جديد كان هدفًا استراتيجيًا مع قوى التحالف العربي، فقبل أقل من 48 ساعة من مقتله كان صالح قد أعلن في مشهد تاريخي دعوته للجماهير اليمنية أن تهب على قلب رجل واحد للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية التي تعبث منذ 3 سنوات بمقدرات اليمن ومؤسساته؛ وذلك للانتقام ممن حققوا وحدة اليمن وثورة سبتمبر، قائلًا: “انتفضوا لوحدتكم ومن أجل دولتكم”، هذا المشهد الأخير قد يجعل صالح صورة لثأر جديد في مسار اليمنيين على مختلف توجهاتهم، من الموالين لصالح ومن الراغبين بالانتقام من الحوثيين.
الانتقالي وانقلاب عدن
شهدت مدينة عدن في الرابع من مايو2017 مظاهرات واسعة عقب إصدار الرئيس هادي قرارات بإقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك.
وتم تدشين “إعلان عدن التاريخي” في نفس اليوم حيث فوض المتظاهرون الزبيدي بتشكيل قيادة جنوبية برئاسته، لتمثيل الجنوب سياسياً، وبعد ذلك بأيام أعلن الزبيدي عن تشكيل “المجلس الانتقالي الجنوبي” وضمت القائمة 17 شخصية جنوبية منهم قيادات في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال.
ومضى بعد ذلك المجلس الانتقالي في تشكيل كتائب وقوات عسكرية بدعم من الإمارات وخارج إطار القوات الحكومية، وانتهى الأمر بسيطرة قوات الانتقالي على مؤسسات الدولة في عدن وقصر المعاشيق في 10 أغسطس2019 .
مثل انقلاب الانتقالي على الحكومة الشرعية نقطة فاصلة في مسار علاقة هذه الحكومة مع الإمارات، واتهم هادي أبو ظبي بدعم “انقلاب الانتقالي” وصعدت الحكومة من موقفها تجاه أبو ظبي عقب قيام طائرات إماراتية باستهداف قوات الجيش الحكومي على مداخل مدينة عدن في 29 أغسطس 2019 ومقتل أكثر من ثلاثمئة جندي يمني.
اتفاق الرياض
بعد أشهر من تصاعد الأوضاع في جنوب اليمن بين القوات المدعومة إماراتياً والحكومة، بادرت السعودية بمشروع اتفاق بين الجانبين أطلقت عليه “اتفاق الرياض” ووقعت عليه الحكومة الشرعية و”الانتقالي” في 5 نوفمبر في الرياض.
وينص الاتفاق على تفعيل دور مؤسسات الدولة وإعادة تنظيم القوات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع، ومشاركة “الانتقالي الجنوبي” في مفاوضات إنهاء “انقلاب جماعة الحوثي” وتشكيل حكومة كفاءات سياسية من 24 وزيراً كحد أقصى، ولكن لم يتم تنفيذ أغلب بنود الاتفاق حتى الآن، ولا تزال الكلمة “للانتقالي” في عدن كما هي الكلمة للحوثيين بصنعاء في وقت أصبحت “الشرعية” الحلقة الأضعف.
هل ستنجح ثورة الشباب؟
رغم ما عاشه اليمن من صعوبات منذ اندلاع ثورته، ودفع ثمنها بدماء الآلاف من أبنائه، فضلا عن فقر ومرض عما البلاد، لكن الكثير ما زالوا على قناعة بأن ثورتهم يوما ستؤتي ثمار تحقيق الدولة المدنية التي طال انتظارها.
ومرت الثورة اليمنية بعدد من الإرهاصات التي حالت دون تحقيق كامل أهدافها، فعلاوة على الثورة المضادة التي نفذها نظام “صالح”، دخل البلد في حرب دامية لم يخرج منها حتى الآن، عقب اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.
ويقول الكثيرون من شباب الثورة، إنه رغم حكم نظام “صالح” اليمن لأكثر من 33 عاما، (1978- 2012)، إلا أن الوضع بات مغايرا عقب ثورة 2011، التي رفعت شعار “دولة المواطنة والمساواة”، وبات من الصعوبة على فصيل أو قوة واحدة أن تحكم البلد بمفردها.
وأكد مراقبون ثورة 2011 “كسرت حالة الجمود والرتابة السياسية وخلقت بفضل جيلها الشاب واقعا جديدا لا يجب تقييمه بناء على القراءات السابقة التي كانت تختزل اليمن في أشخاص أو جماعات معينة.
وأشاروا إلى أن الشعب أصبح هو الفاعل الأبرز، وإلى اليوم وهو يدافع عن حضوره الحقيقي في الشأن العام للبلد، ولولا هذا العامل الجديد لأصبح باستطاعة القوى الإقليمية السيطرة على الوضع الداخلي وفرض الحلول التي تناسبها.
ورأوا أن الثورة حققت أهدافها منذ العام الأول وبدأت نتائجها تتشكل على الأرض، بتحقيق “الانتقال السياسي، بنقل السلطة للرئيس هادي ومن ثم تشكيل حكومة وفاق وطني مثلت كافة اليمنيين، فضلا عن الاستقرار السياسي والاقتصادي.
Be the first to write a comment.