في عام 132 هـ انتصرتِ الثورة العباسية، وأعلنوا قيامَ دولتهم على أنقاضِ دولةِ بني أمية، بعدَ انتصار الأمويين، وبعد مصارع الشهداء من آل البيت ونريدُ في هذه الكلمات إلقاءَ الضوء على الخطة الثورية التي انتهجها محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (مسؤول الدعوة العباسية) وكانتْ من أنجح الخطط وأنسب الوسائل في القضاء على مُلك بني أمية.
1 – حشد فصائل المعارضة تحت شعاراتٍ فضفاضة تتسعُ للجميع:
نادى العباسيون بالبيعة للرضا من آل محمد، وكان هذا المبدأ من أهم مبادئهم وأدقها إحكاماً وأكبرها خطراً وأقواها أثراً وأشد سحراً، وكان يُتيح لدعوتهم أكبر عددٍ من الأنصار والمؤيدين، فهو يطابق أفكار المعتقدين بحقِّ آل البيت في الخلافة، ويُحرك عواطف المسلمين الآخرين ويُثير مشاعرهم. وهو يمنعُ النزاع بين العباسيين وأبناء عمومتهم من العلويين ويجمعهم تحت رايةٍ واحدة إذ هم جميعاً من آل محمد، وهو أخيراً يُخرج الأمويين من الخلافة، ويُبطل حقهم فيها، وينقضُ بيعتهم.
2 – استيعاب أرباب الديانات الأخرى:
فقد استطاع أبو مسلم الخراساني اقناع أصحاب الديانات الفارسية بالانضمام للدعوة العباسية، فانحاز للدعوة الرَّواندية والرِّزامية والخُرَّمية الذين أفرطوا في أبي مسلم غاية الإفراط، وزعموا أنه صار إلهاً بحلول روح الإله فيه، وزعموا أنَّ أبا مسلم حيٌّ لم يمتْ وهم على انتظارِه، فإذا سئلوا عن الذي قتلَه أبو جعفر المنصور قالوا: كان شيطاناً تصوّر للناس في صورة أبي مسلم. ومما يقطعُ باستمالة أبي مسلم لأرباب الديانات الفارسية أن معظم من ثاروا غضباً لقتله وطلباً بثأره كانوا من الخرمية والمَزدكية وأصحاب الديانات الفارسية
3 – عدم مواجهة النظام إبَّـان قوته:
كانت ثورات الطالبيين أشبه بالعمليات الاستشهادية، لا يحرصون على النصر بقدر حرصهم على الشهادة، ولذلك أغفلوا كثيراً من جوانب الإعداد والتجهيز، ورأى العباسيون أن مُلك بني أمية لا يصلحُ معه إلا الإعداد الطويل والتجهيز، ولذلك حين خرج زيدُ بن علي بن أبي طالب نهىَ محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (مسؤول الدعوة العباسية) أتباعهَ عن الانضمام للثورة، وقال: قد أظلكم خروجُ رجلٍ من أهل بيتي بالكوفة، يُغــرُّ في خروجه كما غُـرَّ غيــرُه، فيُقتَـلُ ضَيعةً ويُصلب، فحذرِ الشيعةَ قِبلكم أمرَه.
كان العباسيون يرون مواجهة الطالبيين للنظام الأموي تفتقد إلى الإعداد والتخطيط، وأن الفشل مصيرهم، ولذلك قال محمد بن علي بن عبد الله بن العباس: حذِّر شِيعتنا التحركَ في شيءٍ مما يتحركُ فيه بنو عمِّنا من آل أبي طالب فإن خارجَهم مقتول، وقائمَهم مخذولٌ، وليس لهم في الأمر نصيب، وسنُدركُ بثأرهم، وسنُبتلى بسعيهم، ثم لا يكونُ ضررُ ذلك إلا عليهم”.
4 – البحث عن فضائح النظام واستغلالها:
Be the first to write a comment.