يحاول النظام عبر إعلامه توطيد نفس الفكرة التي يلعب عليها السيسي؛ وهي أن الأزمة الاقتصادية الحالية هي نتاج الحرب الروسية الأوكرانية والوضع الاقتصادي العالمي المترتب عليها كأسعار النفط وغيرها.

وفي الحقيقة فإن الوضع الخطير المتأزم ليس المؤثر الأول ولا الرئيسي فيه الحرب الروسية الأوكرانية والتدهور العالمي، بل هي المؤثر الأقل!

فالاقتصاد المصري في ظل الجمارك الضارية، وعدم جدية النظام في تأسيس أي نظام اقتصادي مفتوح، وعدم دعم الجنيه بأية مشاريع إنتاجية، مع تدهور الوضع السياسي الداخلي وبالتالي الاستثمارات، حتى اتفاقية الجات الهزيلة لم ينفذ التزاماته فيها.

كل هذا يجعل الاقتصاد المصري مغلقاً وليس مفتوحاً على الصعيد الخارجي، رغم اتخاذه منحى الرأسمالية المتوحشة والتحرر الاقتصادي داخلياً.

وبالتالي فإن هذا التداعي المتدهور كان ضروري الحدوث وفي هذا العام على أي حال، ربما كان ليقع بدرجة أقل وزادته الحرب ولكنه كان حتمي الحدوث لأي ذي عقل أو دراسة أو خبرة.