By / 23 ديسمبر، 2021

الحل المطروح / ذئاب الثورة

من المعلوم سابقاً أن إيجاد حل مشكلة ما  يتطلب تأصيل المشكلة وتفنيد مسبباتها  لنعرف الخلل وبالتالي نجد الحل..

وكنت قد سمعت منذ مدة عن تطبيق الكلوب هاوس وأنه أصبح قِبلة المعارضين، ومنصة يتم فيها إدارة حملات واجتماعات التيارات والأحزاب، فتجولت في غرف كثيرة وسمعت مالم أحب أن أرى او أسمع من مهازل وترهات.

ومن خلال متابعتي له على مدى أسبوعين تقريباً وجدت والله أعلم أن  الجميع يؤيد الثورة والتحرر من الظلم والفساد، ولكن منهم من لا يعرف الطريق فتراه تائهاً في غرف التيارات، ومنهم تراه متمسكاً بطريقته ورؤيته ويصعب إقناعه بأن هناك طرق أخرى أو أدوات مساعِدة لطريقته، وكالعادة يبدأ النقاش بشكل هادئ ثم يتشبث كلا برأيه ويرى كل طرف ان رأيه صواب لا يحتمل الخطأ وغير قابل للنقاش ولا التعديل فأغلبهم يسعى لمجد شخصي ( من وجهة نظري )ومن ثم يبدأ السُباب والشتائم والطرد وإنشاء غرف أخرى للرد عليهم وهكذا، فتدخل فكرة النقاش في دوامة لا تنتهي من الصدّ والردّ بلا هدف يرجى ولا نتيجة وهذا طبعاً يرضي النظام الفاسد لما يعكسه من انقسام داخلي بالإضافة إلى كمية السفه الفكري التي لا تليق بالثائرين والمهاترات التي لا تثري ولا تسمن من جوع فترى الشباب يحرزون أكبر انتصاراتهم في الغرف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ما يوهمهم أنهم يجاهدون وفي الحقيقة هم  يفرغون طاقاتهم ويستنزفونها بلا جدوى و دون أثر للعمل الحقيقي الذي يُسقط النظام. 

وخلصت إلى نتيجة أن الحلول المطروحة بين إفراط وتفريط،وأن رواد الكلوب هاوس من الثائرين يمكن توزيعهم على مجموعات، لكل واحدة نفس السمات والأفكار تقريباً. 

فالقسم الأول ذوي رؤية إصلاحية فهم يدعون لإصلاح الفرد ومن ثم الجماعة وبالتالي إصلاح المجتمع حتى يغدو الشعب على سوية واحدة من التقوى والوعي السياسي والثوري .

والقسم الثاني إعلامي فهو  يدعو لهاشتاغات وحملات مقاطعة او مناصرة بحسب ما تتطلبه القضية.

وأنا أعترف أن هذه الأعمال صحيحة ولكن وحدها غير مجدية ثم إن الاستمرار فيها على مدار سنوات طويلة يبقيها حبيسة مواقع التواصل الاجتماعي كما انها تفقد أهميتها ويسعد النظام بانها باتت مكاناً لتنفيس غضب الشباب دون ضرر عليه. 

وأما القسم الثالث فهم ممن ينسبون لأنفسهم الجهاد وهو منهم براء فتراهم يدعون للحرب والقتال والتفجير والقتل بالشبهة (كمؤيد للنظام مثلاً) وأنا متأكد أن كلامهم بلا وعي وهو ردة فعل على ممارسات النظام، ولكني أقول لهم أنهم  على خطأ عظيم، حيث أن كلامهم هذا يسعد النظام الذي يعتبر تنفيذه  بوابة  الفرج فهو يسوق لروايته في محاربة الإرهاب.

ولكن هل هذا الكلام يعني أن الثورة يمكن أن تنتصر بدون مقاومة؟

وجوبي بالطبع لا، لكننا بحاجة للمقاومة المنظمة وعلى كل الأصعدة ضمن حدود الدفاع عن النفس ووفق مخطط للتصعيد مع بداية الحراك الشعبي. 

الثورة تعب وشقاء

الثورة شغف وعزيمة وإرادة

الكل يريد الثورة ويؤيدها ويتمنى انطلاقتها ولكن من هو المستعد للتضحية لأجلها؟ 

فلا يمكن لأي شخص أن يبذل ويقدم للثورة إلا إذا كان مقتنعاً بما يفعله ومستعداً للبذل والتضحية في سبيل الله.

فالثورة لا تنتصر بالبندقية وحدها ولا تنتصر بهاشتاج وحده ولا بمظاهرات وحدها، الثورة هي مجموع الأعمال الفردية والجماعية والإعلامية والسياسية والثورية والحقوقية،  فكلا يصنف نفسه في إحدى هذه المجموعات ويبحث عن شريكه ويبدا بما يتناسب مع إمكانياته وقدراته. 

فما الحل المطروح؟

وقد تشرفت بمشاركة  جمع من شباب الثورة في مصر بتأسيس ذئاب الثورة 

حيث خرجت الفكرة إنطلاقاً من إيماننا بعدالة القضية وأن هذا النظام الغاشم لا يمكن أن يسقط بالمعارضة السلمية التي صدرت نفسها لتمثيل الشعب الثائر  وتراها تنتهج التنديد تارة والشجب تارة أخرى.

يا إخواني إن سقوط النظام يأتي من تلاحم الأعمال الثورية واستخدام القوة المشروعة ضمن حدود الدفاع عن النفس وإن ذئاب الثورة ليست بديلة عن التيارات والأحزاب بل هي متمم لأعمالهم،  وإن ذئاب الثورة ليست بديلة عن الأمة بل هي نواتها وطليعتها وجزء أصيل منها وان أعمالنا تندرج ضمن الأعمال الثورية المحفزة والحاشدة لعموم الشعب المصري.

ولندع الكلام ولنجعل أفعالنا تتحدث عنا 

فأعدّوا العدّة ولنبدأ على بركة الله. 

 

زياد العمر 


Be the first to write a comment.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *