غلاء الأسعار هدم المنازل إعتقال المعارضين إعدام الأبرياء هذا ملخص بسيط لما يحدث للمسلمين في أرضهم، بعد أن أصبحت الشعوب العربية تحت حكم الأنظمة الفاسدة والمستبدة، في بلاد المسلمين أصبح من يملك السلاح يملك الأرض وأصبحت السلطة تتوالى بالإنقلابات كما حدث في مصر والسودان أو بالمؤامرات كما حدث في السعودية والإمارات أو بإستغلال الثورات كما حدث في تونس أو بالإستعانة بأعداء الإسلام كما حدث في سوريا.
و الثورات السلمية في وجه الحكومات الديكتاتورية ماهي إلا محاولات إنتحار ناجحة، ولنا في إعتصام رابعة بمصر والثورة السودانية والسورية خير مثال، وأصبح الحل الوحيد هو ثورة مسلحة ( حرب العصابات) فما أخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة.
إستراتيجية حرب العصابات :
يجب على محاربي العصابات معرفة الأهداف المراد تحقيقها من هذه الحرب والطرق المؤدية إلى تحقيق هذه الأهداف و أن يكون على دراية تامة بأسلوب العدو في القتال والإحاطة بالمصادر التي يعتمد عليها العدو من أسلحة و ذخيرة وطريقة إستعمال تلك الأسلحة، وهذا لأن المصدر الرئيسي الذي تتزود منه قوات العصابات هو معدات العدو على وجه التحديد و إن كان هناك مصدر أخر للتسليح فينبغي تفضيل نفس نوع الأسلحة التي يستخدمها العدو، حيث أن من أكبر المشكلات التي تواجه محاربي العصابات هي نقص الذخيرة فيكون الأعتماد بشكل أكبر على معدات العدو.
التخطيط:
من المهم لمحارب العصابات في البداية هو الحفاظ على حياته وعدم التسرع في الهجوم بدون خطة مسبقة، فيجب جمع المعلومات الكافية عن العدو ثم البدء في وضع الخطة اللازمة ودراسة الخطوات المحددة، وقد يتعرض هذا التخطيط للتعديل مع تطور القتال، والتدريب على خفة الحركة وسهولة التخفي وإتخاذ مواقع حصينة وتنظيم قوات لإعاقة هجوم العدو بعد شن الهجمات عليه، والمضي قدما لإضعاف العدو تدريجياً ويكون ذلك بتركيز الهجمات على المناطق الأقرب والمراكز الحربية النشطة، ثم التوغل فيما بعد إلى أعمق من ذلك ويجب تأمين المناطق التي يتم السيطرة عليها بحيث يصعب على العدو إعادتها ومواصلة التقدم ويجب أن تكون الضربات متصلة وعلى أكثر من جبهة لتشتيت العدو وإنهاك قواته، فلا يصح السماح لجندي العدو في منطقة العمليات أن ينام حيث يكون في كل لحظة تحت إيحاء أنه محاصر من كل الجهات، مع الأخذ في الإعتبار تضاريس مناطق العمليات ف المناطق ذات التضاريس المتباينة والغابات تقسم فيها الهجمات ليلاً ونهاراً، أما في المناطق المفتوحة التي يمكن للعدو محاصرتها وإقتحامها بسهولة فتكون الهجمات في الليل فقط.
الحرب الدعائية:
ومن اجل القيام بكل هذا يجب أن يكون هناك تعاون مع الأهالي ومعرفة دقيقة بالأرض لأن كل من هاتين الضرورتين لها تأثيرها علي كل دقيقة من حياة محارب العصابات.
لذلك ينبغي في نفس الوقت الذي تنشأ فيه المراكز لدراسة مناطق العمليات أن يتم المباشرة في بدء العمل الدعائي للشعب وشرح دوافع الثورة ونشر الحقيقة التي لا جدال فيها وهي أن إنتصار الحكومات المستبدة على الشعوب أمر مستحيل بصورة نهائية، والهدف المرجوا من هذا العمل الدعائي في البداية هو توعية الشعب لحماية أرواح الأبرياء وتأمين سرية العصابات وسهولة تحركهم في مناطق العمليات، ثم بعد ذلك يستفاد من هؤلاء الأشخاص في التواصل ونقل الحاجيات والأسلحة وفي العمل كمرشدين مع إحتمالية إنضمام البعض منهم وتعزيز القوة.
Be the first to write a comment.