By / 21 أبريل، 2022

الفتح الإسلامي لمصر في المراجع المسيحية

بدايةً ليس لك عندي في هذا المقال إلا أمراً واحداً، ألا أنقل شيئاً من كتب المسلمين ولا من رواياتهم، بل ألتزم ما كتبَه المؤرخون المسيحيون ورواياتهم.

أولاً اضطهاد الروم (المسيحيين) للأقباط (المسيحيين قبل مجيء المسلمين.

1 – يقول القس منسي يوحنا: “ثم عين – هرقل – بطريركاً للإسكندرية، وأنفذَه إلى مصر بهذا المنشور، وطلب من بطريرك الأقباط أن يَقبَلَه فرفض… فحاول أن يرغم البطريرك القبطي البابا بنيامين على توقيع المنشور رغماً فهددَ بحياته وحياة كثيرين من وجهاء الأقباط حتى اُضطُر معظمُهم أن يتركوا مدينة الإسكندرية، وهرب البابا بنيامين، ولمّا لم يُقفْ له على أثر قَبض على أخيه مينا، وأنزل به بلايا عظيمة، وأشعل في جنبه المشاعلَ حتى خرجَ شَحمُ كليتيه إلى جنبه وسال على الأرض، وقَلع أسنانَه باللكم … ثم أقام هرقل أساقفة خلكيدونيين في بلاد مصر كلها إلى أنصنا، وكان يبلي الأرثوذكسيين (الأقباط) بلايا صعبة، وما زال يُطارد رعاتهم ويضطهدهم ويَذلّ أفرادهم ويغتصب كنائسهم ويسلب منازلَهم، وهم صاغرون”… أهـ  تاريخ الكنيسة القبطية، صفحة 304

2  – يقول عزيز سوريال عطية: “وأمام هذا الترويع البيزنطي اضطر البطريرك القبطي بنيامين الأول إلى الهرب إلى أديرة الصحاري، حتى قدم القائد العربي عمرو بن العاص وأنقذه من هلاكٍ أكيد، وكان سيروس قد قبض على شقيق البطريرك بنيامين ويُدعى مينا، وأمر بإعدامه… ثم أمر بكيّ جسده بالمشاعل حتى سال الشّـحمُ من جسمه على الأرض، كما أمر بخلع أسنانه… وكان زبانية سيروس يقبضون على الناس ويجلدونهم بالسياط ويودعونهم السجون، مع مصادرة أملاكهم ونهب الأواني المقدسة من الكنائس القبطية… لقد تم إذلال أهل مصر هذه المرة بطريقةٍ لم يَسبق لها مثيل في التاريخ، وذاق القبط كم كأس العذاب على يد هذا البطريرك الملكاني البيزنطي الأمرين”… أهـ تاريخ المسيحية الشرقية، صفحة 98

3 – يقول توفيق عزوز: “وما زالت نيران هذه الاضطهادات متأججة مستعرةً مدةً مديدة، إلى أن أتى العرب واستولوا على بلاد القبط وأخذوها من الروم… فارتفعتْ حينئذٍ هذه الاضطهادات عن الأقباط قاطبةً”… أهـ الهدية التوفيقية في تاريخ الأمة القبطية، صفحة 53

..

ثانياً فرح الأقباط وسعادتهم بحُكم المسلمين:

1 – يقول القس منسي موسى: “وطلبوا منه أن يمنحهم حريتهم الدينية ويأمر برجوع بطريركهم من منفاه، فأجاب عمرو بن العاص طلبهم، وأظهر ميلَه للأقباط فازداد هؤلاء ثقةً به، ومالوا إليه، خصوصاً لما رأه يفتح لهم الصدور، ويبيح لهم إقامة الكنائس والمعابد… وقرّب عمرو إليه كثيرين من الأقباط، واعتمد في إصلاح شؤون البلاد، ووظّفهم بوظائف عالية، فكان منهم الحُكام والرؤساء والكُتّاب وجُباة الخراج، فقاموا بخدمة البلاد بأمانة حتى عمَّ الرخاء وسادَ الأمن”… أهـ تاريخ الكنيسة القبطية، صفحة 307

2 – يقول عزيز سوريال عطية: “أما العرب فقد أتوا لتحرير القبط من هذه الأغلال البيزنطية، إذ كان موقفهم من أهل الكتاب موقفاً كريماً وسـمْـحاً… ولقد اتضح هذا الموقف العربي الكريم بعد أن استقرّ الحُكم العربي في مصر، فلقد خرج البطريرك الشريد بنيامين من مخبأه في الصحاري لمدة عشر سنوات، واستقبلَه القائدُ عمرو بن العاص باحترامٍ شديد، ثم أعادَه إلى منصبه في الإسكندرية مُعززاً مُكرماً ليرعى شؤون كنيسته…  وقد شهد عصر بنيامين ومن تلاه من بطاركةٍ في ظل الفتح العربي نهضةً لم يسبق لها مثيل من شعور ديني قومي، وانتعاش في الفنون والآداب في مناخ حرٍ تماماً، لا تنقصه المؤثرات والضغوط البيزنطية، كذلك عهِد العرب إلى الأقباط بالمناصب الحكومية التي كان يحتلها البيزنطيون، والحق أن العرب قد أبدوا تسامحاً كريماً مع جميع الطوائف المسيحية على مختلف انتماءاتها”… أهـ تاريخ المسيحية الشرقية، صفحة 104

..

ثالثاً: أكذوبة حرق مكتبة الإسكندرية:

1 – يقول عزيز سوريال عطية: “ويرتبط فتح العرب للإسكندرية بلغطٍ أجوف حول حريق مكتبة المدينة على يد عمرو بن العاص… ولكن هذه الرواية هي من نسج الخيال هي أقرب إلى الأساطير في كل تفاصيلها، وهي من حكايات الرحالة الفارسي عبد اللطيف البغدادي تُ 1231م … وواقع الأمر أنه لا يوجد مصادر معاصرة أو حولية تشير إلى هذا أو بشيءٍ منه قريب أو بعيد، كما أنه من المشكوك فيه أن تكون الإسكندرية عند وصول العرب إليها سمة 642 م كانت لا تزال تحتوي شيئاً من مكتبة البطالمة، فلقد تمّ إحراق المكتبة منذ زمن بعيد على يد يوليوس قيصر عند هجومه على الإسكندرية لمساعدة كيلو باترة”… أهـ تاريخ المسيحية الشرقية، صفحة 103

وتزعم القصة بأن عمرو بن العاص وزع الكتب البالغ عددها 700 آلاف كتاب – حسب رواية ابن العبري – على 4 آلاف حمام من حمامات الإسكندرية وأمر بحرقها في مواقدها، واستغرق حرقها مدة 6 أشهر، وهي الرواية تحمل ما يُثبت كذبها، وبطريقة حسابية: 700.000 ÷ 4.000 = 175 

بتقسيم عدد الكتب على عدد الحمامات، يتضح أن نصيب كل حمام كان 175 كتاباً، فهل يستغرق حرق ذلك ستة أشهر؟!!

.. 

رابعاً: فتح المسلون جميع أقاليم مصر حتى السودان:

يقول القس منسي يوحنا: “وكانت البلاد السودانية قد صارت قبيل الفتح الإسلامي العربي كلها مسيحية تعترف بسيادة بطريرك الأقباط عليها… فسـيّر إليها عمرو قوةً عسكريةً تحت قيادة عبد الله بن سعد فلزم قتالهم مدةً، وفي أثناء محاصرته لمدينة دنقلة دمّر كنيستها الكبرى فجزع النوبيون وسـلّموا للعرب، فاشترط عليهم هؤلاء أن يسمحوا للمسلمين بالإقامة معهم، وأن يبنوا لهم جامعاً يقومون بإنارته ونظافته، ثم حكموا عليهم بدفع ضريبة سنوية”… أهـ تاريخ الكنيسة القبطية، صفحة 310

..

خامساً: ضئالة الجزية المفروضة على الأقباط:

1 – يقول الأسقف ايسيذورس: “فاختار المقوقس وقومُه دفع الجزية للمسلمين، وتعهد عمرو للمصريين بالأمان على أنفسهم وأموالهم ومنازلهم وكنائسهم، وتصالح الأقباط مع العرب على أن يدفع كلُّ نفرٍ منهم دينارين ماعدا الشيخ والولد البالغ من العمر 13 سنة والمرأة”… أهـ الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة، صفحة 103

ديناران فقط على الذكر القادر، وقد مرّ بك قول عزيز سوريال عطية: إن الروم كانوا يصادرون أموال المصريين وأملاكَهم وأذلوهم إذلال ليس له مثيل في التاريخ!!

2 – يقول القس منسي يوحنا: “فاجتمع المقوقس وعمرو واتفق رأيهم على إيثار الجزية ورضوا بها على صلحٍ يكون بينهم يعرفونه، فاجتمع المقوقس وعمرو وتقرّر الصلح بينهما بوثيقةٍ مفادها أن يُعطي الأمان للأقباط ومن أراد البقاء بمصر من الروم على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم، وفي نظير ذلك يدفع كلُ قبطي دينارين ماعدا الشيخ والولد البالغ من العمر 13 سنة والمرأة” أهـ تاريخ الكنيسة القبطية، صفحة 307

3 – يقول عزيز سوريال عطية: “اهتم العربُ بجمع ضريبة الأرض أو الخراج، وضريبة الجزية على البالغين القادرين مقابل إعفائهم من الخدمة العسكرية، مع إعفاء النساء والأطفال والمسنين”… أهـ تاريخ المسيحية الشرقية، صفحة 105

 


Be the first to write a comment.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *