By / 12 مارس، 2022

الحرب الفكرية

محمد عبد القادر خليف

حارب الكافرون المسلمين حروبا كثيرة بالسلاح فلم يستطيعوا التغلب عليهم، فالروم والفرس والحملات الصليبية وفرسان الهيكل والتتار والمغول كلهم لم يصمدوا في وجه المسلمين، فاتجهوا إلى الحرب الفكرية، ورأوا أن انهزام المسلمين لن يكون إلا بإبعادهم عن الدين، وبدأوا يستخدمون المصطلحات الكبرى ليجذبوا إليهم عامة الناس، فبدأوا بنشر الفوضى تحت مسمى الحرية.

يقولون: إن الحرية: هي أن تكون حر في كل تصرفاتك طالما لا تؤذي أحد من الناحية المادية. ثم ينشؤون شواطئ للعراة يحميها القانون الوضعي.

أقول: إنما نحن عبيد لله نحكم بالكتاب والسنة، وهل الإنسان مادة فقط! ماذا عن الناحية المعنوية أليست في الحسبان! مالكم كيف تحكمون.

ولما لم تتأثر الشعوب الإسلامية بهذه الخزعبلات الفارغة  فكروا في كيفية يهدمون بها الأخلاق في المجتمعات الإسلامية، فأدخلوا فكرة العقل المتفتح وهي ما تسمى (open mind) لتساند فكرة الحرية المغلوطة لهدم الاخلاق، ونشروها بين شباب الجامعات، ووفروا أماكن للعربدة والاختلاط المحرم بجوار الجامعات، ونشروا الزنى تحت مسمى الزواج العرفي بين الشباب، وسلطوا الأضواء في كل الأفلام والمسلسلات والسوشيال ميديا على أن كل شاب في الجامعة لا بد أن يكون عاشقا وله معشوقة، حتى أصبح الملتزم في شباب الجامعات يوصف بأنه معقد نفسيا، حتى وصل الحال ببعض الآباء والأمهات إلى أن ذهبوا بأبنائهم إلى الطبيب النفساني؛ لأنه ليس له حبيبة يغازلها و يتبادلان العشق فيما بينهما، وتناسى بعضهم قوله تعالى : “قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أو آبَائِهِنَّ أو آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أو أَبْنَائِهِنَّ أو أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أو إِخْوَانِهِنَّ أو بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أو بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أو نِسَائِهِنَّ أو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أو التَّابِعِينَ غَيْرِ أولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أو الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” [سورة: النور (آية 30،31)]

وقد قالت الكاتبة البريطانية ” اللادي كوك ” بجريدة الأيكو عن مفاسد التبرج والاختلاط، وترجمه لنا الشيخ رشيد رضا -رحمه الله- قال: قالت: “إن الاختلاط يألفه الرجال ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها، وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا…

وقالت أيضا: يا أيها الوالدان لا يغرنكما بعض دريهمات تكسبها بناتكما باشتغالهن في المعامل ونحوها ومصيرهن إلى ما ذكرنا، علموهن الابتعاد عن الرجال، 

أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد، لقد دلنا الإحصاء على أن البلاء الناتج من حمل الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر اختلاط النساء بالرجال، ألم تروا أن أكثر أمهات أولاد الزنا من المشتغلات في المعامل والخادمات في البيوت وكثير من السيدات المعرضات للأنظار، ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية للإسقاط لرأينا أضعاف ما نرى الآن.” [مجلة المنارة]

 

وهذه الأشياء نتاج الحرب الفكرية، والفكر لا يواجه إلا بالفكر فلابد أن نكون أقوياء الفكر و الجسد، فإن أصعب ما نواجه اليوم هو جهل الناس حقيقة الإسلام، وقد تحمل أهل الباطل الكثير حتى تفسد المجتمعات الإسلامية بهذا الشكل قديما وحديثا، قال : تعالى ” وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ  ” [سورة : ص ( 6)] فلماذا لا نتحمل حتى نقيم المعوج ونحن أهل حق و الفطرة تساندنا وقد تغلبنا عليهم قديماً، فقد بدأ النبي ﷺ  وحدة ثم بعد ذلك أنشأ جيلا واسس دولة فالواجب علينا اليوم أن نتحمل حتى لا نُستبدل ويأتي الله بغيرنا ويمكن لهم في الأرض.


Be the first to write a comment.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *